· الدليل
من القرآن الكريم :
قال
الله تعالى : ﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ
الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ
الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾[1].
قال
الفخر الرازي : « فإن فسّرنا
الغسق بظهور أول الظلمة كان الغسق عبارة عن أوّل المغرب، وعلى هذا التقدير
يكون المذكور في الآية ثلاثة أوقات، وقت الزوال ووقت الغروب ووقت الفجر،
وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر، فيكون هذا الوقت مشتركاً
بين الصلاتين، وإن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب والعشاء، فيكون هذا الوقت
مشتركاً أيضا بين الصلاتين - المغرب والعشاء - فهذا يقتضي جواز الجمع بين
الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء مطلقاً
».
ثم
أضاف قائلاً : « إلا أنه دل
الدليل على أن الجمع جائز بعذر السفر وعذر المطر وغيره »[2]............ انتهى
· الدليل
من السنة :
1 ] عن ابن عباس رضي الله عنه قال : « صلّى رسول الله ( صلَّى
الله عليه وآله وسلم ) الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، في
غير خوف ولا سفر »[3].
2 ] عن سعيد بن جبير حدّثنا ابن عباس : « أنّ رسول الله ( صلَّى
الله عليه وآله وسلم ) جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك، فجمع
بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء »، قال سعيد : « فقلت لابن عباس : ما حمله على
ذلك ؟.. قال : أراد أن لا يُحرج أمته »[4].[5]
3 ] عن سهل بن حنيف قال : سمعت أبا أمامة يقول : « صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا
على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت : يا عم ما هذه الصلاة التي صليت ؟.. قال : العصر وهذه صلاة رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) التي كنا نصلي معه »[6].
4 ] عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : « إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلى بالمدينة سبعا وثمانية الظهر والعصر، والمغرب والعشاء »[7].
5 ] خطب ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم
وجعل الناس يقولون الصلاة، الصلاة فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني
الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس : « أتعلمني
الصلاة لا أم لك..! ثم قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء،
فقال عبد الله بن شقيق (راوي الحديث) فحاك
في صدري من ذلكشيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق
مقالته »[8].
6 ] عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : « صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الظهر والعصر جميعا بالمدينة من غير خوف ولا سفر ،
قال أبو الزبير فسألت سعيدا لم فعل ذلك ؟..
قال : سألت ابن عباس كما سألتني فقال :
أراد أن لا يحرج أحدا من أمته »[9].
7 ] عن ابن عباس قال : « جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء
بالمدينة من غير خوف ولا مطر، قال الراوي : قلت لابن عباس : لم فعل ذلك ؟.. قال : كي لا يحرج أمته »[10].
· الأدلة
من طريق أهل البيت عليهم السلام :
هذا هو حال الجمع بين الصلاتين كما هو واضح إطلاقه في كل الأحوال
تخفيفا للأمة، وذلك ما جاءت به كتب أهل السنة والجماعة، أما ما جاء عن أهل
البيت عليهم السلام فكثير نختار منه :
1 ] عن الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام قال : « صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس في جماعة من غير
علة، وإنما فعل ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليتسع الوقت على أمته »[11].
2 ] عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قال : « إذا زالت الشمس دخل الوقتان الظهر والعصر فإذا غابت
الشمس دخل الوقتان المغرب والعشاء الآخرة »[12].
3 ] وبتفصيل أكثر يقول الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليهم
السلام : « إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر
حتى يمضي مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات، فإذا مضى ذلك فقد دخل وقت الظهر
والعصر حتى يبقى من الشمس مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات، فإذا بقي
مقدار ذلك فقد خرج وقت الظهر وبقي وقت العصر حتى تغيب الشمس »...
وقال عليهم السلام : « إذا غابت الشمس فقد دخل
وقت المغرب حتى يمضي مقدار ما يصلي
المصلي ثلاث ركعات، فإذا مضى ذلك فقد دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة حتى
يبقى من انتصاف الليل مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات، وإذا بقي مقدار ذلك
فقد خرج وقت المغرب وبقي وقت العشاء إلى انتصاف الليل »[13].
وهكذا
تكون الصلاة خمس صلوات واجبة مفروضة في اليوم والليلة هي الفجر ووقته
معلوم والظهر والعصر لهما وقت مشترك يجوز الجمع فيه على أن يقدم الظهر
وأيضا للمغرب والعشاء وقت مشترك يجوز الجمع فيه على أن يقدم المغرب على
العشاء....،
موضوع: الجمع بين الصلاتين من القرآن الكريم... 
الخميس مايو 20, 2010 4:44 pm
