الصراخ والضرب يؤديان الى نتائج معاكسة
عندما يتصرف الطفل بشكل سيء في الاغلب نحن نصرخ ونضرب اطفالنا خصوصا عندما نكون متعبين او شاردي الذهن او عندما يتملكنا الشعور بالعجز ازاء عدم طاعتهم لنا. الصراخ والضرب هما ردا فعل طبيعيان ولكنهما غير مجديين لمواجهة التجاوزات السلوكية خصوصا عندما تتكرر.
اشكال العقاب القاسية تؤدي في الغالب الى حدوث المشكلات اكثر مما تؤدي الى حلها لان الصراخ والضرب يعبران عن اهتمام سلبي بالطفل من قبل الاهل واذا كان هذا الشكل من الاهتمام هو الوحيد الذي يتلقونه فانهم سيتصرفون بشكل سيء لا لشيء الا للحصول على اهتمامكم . كما لايعرف الاهل في معظم الوقت مااذا كان الضرب يحقق الهدف المرجو وذلك لانهم لا يلاحظون نتائجه على سلوك الطفل على المدى البعيد .
ان العقاب لايؤدي الا الى جعل السلوك غير الجيد يستتر. اي ان الطفل يمتنع عن التصرف بشكل سيء امام اهله ولكنه لايرتدع عن هذا التصرف فعليا عندئذ يحرص الاطفال على عدم تمكين الاهل من اكتشافهم متلبسين بالتصرف السيء ؟وبعض الاهل يصلون حتى الى القول( لاتجعلني اراك مرة ثانية تقوم بهذا العمل ).
ولكن تراتبية النمو الاخلاقي تشتمل على المستوى الادنى الذي تكون فيه (اطاعة القواعد بهدف وحيد هو تجنب العقاب وعلى المستوى الاعلى الذي تكون فيه (اطاعة القواعد لانها صحيحة وجيدة). عندما نضرب اطفالنا بانتظام لانهم يتصرفون بشكل سيء فاننا نمنعهم من تجاوز المستوى الادنى للنمو الاخلاقي لانهم سيعملون عندئذ على تجنب العقاب لا على فعل ماهو صحيح وجيد.
كما يشكل الضرب ايضا نموذجا لتجارب الطفل الاولى مع العنف فالاطفال يتعلمون كيف يمارسون العنف بسبب المثال الذي يأخذونه عن الكبار. وانه لمن الصعوبة بمكان ان نقنع غيرنا بالشعار القائل (لا ضرب) عندما نكون نحن ذاتنا من الذين يضربون اطفالهم لاتفه سبب .
يمتلك الطفل رؤية واقعية للعالم وهو عندما يلاحظ ان للراشد حق في ان يرفع يده عليه يعتقد ان من حقه هو ايضا ان يضرب اقرانه او حتى الاشخاص الكبار . ان الضرب يولد الضرب والغضب والرغبة في الثأركما يولد القطيعة في التواصل بين الاهل واطفالهم