[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] العهد - ما أباح الورد سرا للفراشات كي تستنشقه صباحاً و مساء
......... إنما في الورد شيئا يجذب الأشياء دون جهداً أو عناء
و بعد أن استسلم الناس لفكرة الحب الأول و النظرة الأولى و الهمسة الأولى ،
دخل البشر في كهف الاطمئنان . و رغم صعوبة الرؤية إلا أنهم تلمسوا في هذا
الكهف حجارة صلبة يمكن أن يجلسوا عليها و يستريحوا من عناء الهروب ،
فالطريدة الهاربة لا تسير بشكل مستقيم كما لا يمكن أن تفكر لابعد من النجاة
بفروة الرأس .
الأستاذ الكبير سيجموند فرويد اعتبر الحب الأول انعكاسا انفعاليا لاكتشاف
الجنس عند البشر ، و لكن العلّامة الفرنسي الدكتور ديزمون موريس اعتبر
الأمر في اطار الدافع الخفي أمام المثير ، أما واطسون فاعتبر الأمر مجرد
ظروف تخلق الحدث فيما اعتبره الماركسيون تناغما بين الصدفة و الضرورة !!
أول مرة نحب الوطن فيها ، تدور الأرض بنا . وتبدأ العلاقة اللامنتهية في
الشعور المتواصل / و أول مرة نحب ذاتنا أمام المراّة أو من خلال نظرتنا إلى
أنفسنا بالمقارنة . و أول مرة نحب فيها من الجنس الآخر نكتشف الأشياء
فنتعرف على الموسيقى و نحفظ الشعر و نظهر اهتماما بالغا بمظهرنا و نفعل كل
شيء لافت للانتباه و ندّعي أن أيادينا مكسورة لنلفّها بالشاش الأبيض و نرسم
على الجدران و لحاء الشجر الحرف الأول من اسم الحبيب و لأول مرة حينها
نكذب على والدنيا .
إذن الحب الأول هو الصدفة الضرورية . و هو فعلا ثورة الجسد على الضوابط و
الملابس و هو الخفي الظاهر ، نخفيه في قلوبنا فتفضحه زلّات اللسان و فلتان
القلم . الحب الأول هو المعرفة الأولى و هو الإدراك البكر و هو القصة
الصغيرة التي نسعى جاهدين في كل واد لان نصنع منها حكاية طويلة .
أما الحب الثاني فهو الانفعال الأقل انفعالا و أكثر تخطيطا ، هو الجسر الذي
يربط بين العاطفة و العقل و في هذا الإطار يمكن للزواج أن يتم و يمكن أن
ينجح أيضا . و قلما يحكى عن زواج الحب الأول و هي مسألة غير مثبتة لكنها
ثابتة في الوعي الدارج .
و صحيح انه لا اجتهاد في النص ولكن أين النص أصلا حتى لا نجتهد عليه ؟ أين
النص في القصص الشعبية و الأساطير ؟ فمنذ العهد الطباشيري يقول الناس أشياء
و يجعلونها مواثيق غير مكتوبة !! و إنني اسمح لنفسي أن أتصور الإنسان
الأول و هو يقع في الحب فيحمل عصا كبيرة و يختبئ لحبيبته على قارعة الطريق
ثم يباغتها بضربة على رأسها فتقع على الأرض مغشيا عليها و يحملها إلى الكهف
!!!! أوليس هذا حب؟ ثم صار البشر يبادلون حبيباتهم بعدد من الأغنام و
الابقار ، و في العهد النسوي صرن النساء تختار ' الطريدة ' الحبيب بناء على
مواصفات تناسب الإنتاج و العمل في رفع الأثقال و الزراعة و الحراسة ، ثم
جاء العهد الذكوري فأصبح عدة أشقاء يتشاركون في أنثى واحدة من باب التوفير
على الاسرة اقتصاديا ثم صار الرجل يدفع كمية من الشعير و القمح وصولا إلى
الذهب – اكره أن يشتري الرجل لزوجته ذهبا و استغرب حين تكون الفتاة سعيدة
بذلك .
الحب الثاني إذن ، هو الفعل الذي يتحمل مسؤوليتة الفاعل . و هو القيام بعمل
عن سبق إصرار و ترصّد .فيما الحب الأول هو الفعل بغير قصد .
الحب الثاني محاولة - و أقول محاولة - من جانب الشخص لزجر انفعالاته و
إعادة تنظيمها فيما الحب الأول هو الوقوع في حقل الغام الانفعالات دون علم .
مع كل الود من مينا الغرام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]